الاثنين، 18 فبراير 2013

هل توجد سعادة؟


هل توجد سعادة؟
السعادة هي الكلمة التي يتداولها الناس بين ناصح بها ومعلم لها وكاتب عنها
وبين باحث عنها متلمس طريقها، السعادة هي الضالة المنشودة في قصة الحياة الطويلة
وهي الأمل المفقود في حياة البؤساء والتعساء، تحدث الكثيرون عن السعادة واقترحوا لها أسباباً،
سعى لتحصيلها أناس من غير نور يمشون به فحصدوا وهماً!
وآخرون عاشوا بتلقائيتهم وانسيابيتهم في الحياة فغمرتهم السعادة
وقديماً كتب الإمام أبي حامد الغزّالي رسالة صغيرة سماها «كيمياء السعادة».

إن متعة الحياة وسر الفهم وطريق الوعي في أسئلة كبرى وأجوبة سهلة

قال النبي «صلى الله عليه وسلم» للجارية: «أين الله؟
قالت: في السماء، قال: اعتقها فإنها مؤمنة».

‏الإنسان من دون أن يدبر أمر وجدانه، وأمر أخلاقه لا قيمة له،
ولعل من أكبر الأسئلة وأهمها
سواءً كان سؤالاً - منطوقاً أو مكتوباً أو مفهوماً أو مكبوتاً - هو السؤال عن السعادة... ما هي؟ وكيف أكون سعيداً؟
هذا السؤال الكبير والراهن باستمرار هل يوجد سعادة؟

قيل لك، أو فعلت وجربت أشياءً فشعرت بالسعادة، وحين احتجت إلى هذا الشعور مرة أخرى، فعلت ما كنت تفعل فلم يحصل لك ذلك الشعور
أين ذهبت السعادة لو كانت موجودة في تلك الأشياء؟!
وهذا هو الوهم الذي كان يسوق له أصحابه عشرة أسباب للسعادة أو ضعف هذا العدد!

الذي حصل أنك كنت مستعداً للتألق ـ روحياً ونفسياً ـ فانعكست تلك الأشياء فيك فأصبحت سعيداً،
فكل محاولات الحصول على سعادة من دون استعدادك أنت لن تعطيك السعادة،
يقول المعلم ايكهارت تول
«تقول إنك تبحث عن السعادة، لكنك في الحقيقة مدمن لشعورك بالتعاسة،
وهو شعور ينشأ من برمجة عقلك المشروط وليس من الظروف التي تواجهك».

إذاً لا يوجد سعادة قابلة للقبض أو البسط، أو جاهزة للصرف والتحويل، لا توجد سعادة وإنما يوجد سعداء
وهذا هو منطق القرآن الكريم (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ)، فالسعادة سوف تأتيك كلما كانت نفسك متألقة في السماء،

وكلما كنت مستعداً بالتسامح والعطاء، إن اللحظات التي تتعامل فيها مع حقيقتك، بعيداً من زيفك،
سيكون لها ذوقها الخاص، وتجلياتها الملهمة،

وكما يقول «سري شينموي»: «كن صادقاً في أفكارك... وكن نقياً في مشاعرك... فليس عليك أن تلاحق السعادة... لكن السعادة هي التي ستلاحقك».

لن يكون الإنسان سعيداً حتى يكون على طريق الحقيقة، طريق النور، وليس إلا النور أو الظلمة، واستشعار النور في الوجود هو الطاقة الملهمة
(وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)
ذلك أن طاقاتنا النفسية والعقلية والجسدية تبقى محدودة، ‏بينما وحدها طاقتنا الروحية هي التي لا حدود لها، لكنها تحجب عنا بشرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

لا طريق لإزالة الحجب إلا بالوعي بطاقتنا الروحية والمعرفة لقوانيننا وهو ما يفتح لنا النفس بآفاقها
والعقل بإدراكاته، والجسد بعافيته، وبذلك نفهم أن سعادتنا تتمثل في شخصنا السعيد، الذي يمثل حقيقة ذاته
بعد أن يقضي على مظاهر الزيف التي تكومت فيه حتى فارقته السعادة حين اختفت فيه الحقيقة.


هل يصبح التوجيه .. هدية ؟!


هل يصبح التوجيه .. هدية ؟! فرصة للتغيير

طبيعة الإنسان أنه لا يرى عيوبه .. ويحتاج دائمًا لمن يوجهه وينصحه ويرشده
من أجل تعديل مساره .. وتطوير نفسه
وغالبًا ما يأتي التوجيه والتغيير مخالف لبعض الاعتقادات الخاطئة .. والتي قد نظن أنها صحيحة ..
لذا علينا أن نتقبل التوجيه .. ونعتبره فرصة للتغيير ..
إننا بحاجة لوقفات تساهم في التصحيح ..
فتارة ما تكون هذه الوقفات ذاتية
وتارة ما تأتي هذه الوقفات من الخارج

في الحالة الأولى
يستطيع الإنسان إذا أحس ببعض القصور أو الخطأ أو وقع في فشل طارئ
أن يحاسب نفسه بأسلوبه وطريقته الخاصة لتعديل المسار والاستفادة من الخطأ

أما في الحالة الثانية
نجد أن البعض يسدي لنا النصائح أو يوجه لنا النقد .. بأساليب مختلفة ..
وطرق متنوعة .. وبأهداف منها ما هو واضح ومنها ما هو مبطن !!

بعض الاشخاص اعتاد على أسلوب التوجيه الجارح أو النقد اللاذع أو ذكر الخطأ أمام الجميع
فيصعب على الإنسان تقبله .. وبالتالي عدم سماع هذا التوجيه أو الاستفادة منه
وأصبح في ذهن هذا الإنسان أن كل توجيه له يعني .. توجيه الوم له .. أو ذكر عيب
أو سماع نقد جارح .. بالمقابل يكره كل من يقدم له نقداً او نصيحة . !!

وهناك اشخاص يوجهون نصائح بأساليب محببة للاخرين ..
يتعاملون معهم بالتوجيه والتعديل .. بالسر .. بالتلميح الذكي ..
بالحكمة .. وبالكلمة الطيبة والابتسامة .. وذكر الإيجابيات قبل السلبيات

مما يدفع المقابل لتقبل هذه النصائح .. والرغبة في سماع المزيد في المستقبل

هنا يأتي الفرق .. بين من يهدف للتصحيح .. ومن يهدف للتحقير

والإنسان في نهاية المطاف يكون صاحب التجربة !!

لذا على الاشخاص الذين يقدمون النصائح والنقد عليهم أن يعلموا أن التوجيه

يجب أن لا يكون في قالب شخصي أو ضمن هدف مبطن يقصد من وراءه التقليل من شخصية الآخرين ..

أو الإهانة .. أو السيطرة .. أو التعالي ..أو فرض القوة عليه بلا مبرر !!

و قديمًا قالوا .. رحم الله امرؤ أهدى إلي عيوبي ..


تأثير الكلام ومهاراته

"الكلمة الطيبة صدقة" حديث شريف

في البدء كانت الكلمة 
لقد خلق الله الكون بكلمة (كن) فكان 
وبالكلمة تنال رضاه سبحانه وتعالى 
وبكلمة مضادة يحل عليك سخطه.
وهناك كلمة تفتح في وجهك الأبواب المغلقة 
وأخرى تسد عليك كل السبل..!.
ولا يتم الزواج إلا بكلمة قبول تنطقها العروس أو وليها
والطلاق الذي يفرق بين الرجل وامرأته يقع بكلمة واحدة.
وكذلك الصفقات الكبرى، وحتى أصغر عمليات البيع والشراء، فالإتفاق عليها يعقد بكلمة


وكلام تقوله في وقته، ومكانه يرفعك إلى القمة..!
وكلمات تنطقها في غير مناسبتها، تحط بك إلى أسفل السافلين


وهناك كلام يتأخر في الخروج، عند الإحتياج إليه.. ويظل حبيس صدرك فتضيع عليك الفرصة تلو الفرصة، وتبقى مكانك، أو تنكمش، وربّما تتلاشى.
وهذه كلمة قد لا تلقي لها بالاً، فتجلسك على أرائك الجنة..! 
وأخرى تنطقها بلا إهتمام فتلقي بك في النار سبعين خريفاً!!


عزيزي القارئ ليكن كلامك مؤثراً، فكلامك طريقك إلى القمة.
من العوامل التي تساعد على ذلك
استعن بالله
إنّ الإستعانة بالله هي عمود الأساس الذي لا غنى عنه، وقد تكون الإستعانة بالنية أو الدعاء أو بالأكثار من الصدقة أو بكل هذا مجتمعاً،
وكلما ظهرت قوة استعانتك بالله زادت أسباب نجاحك في التعامل بمفتاح الحياة.


ثق بنفسك
فمن غير الثقة سوف تذهب كلماتك أدراج الريح، فالناس لا تنجذب للإنسان الفاقد للثقة بنفسه،
فلا تفكر بعيوبك كثيراً قبل الكلام بل عليك أن تركز فيما تقول أو ستقول، واعلم أنّه من الصعب أن تجد إنساناً يثق ثقة كاملة بنفسه،
ولكن الفارق بين الإنسان الذي يبدو واثقاً وبين نقيضه أنّ الأوّل يقف بفكره طويلا عند نقائصه، فافعل مثله، 
واختر في البداية أناساً ترى أنّهم يحترمونك للحديث معهم ثمّ تدرج لإكتساب مزيد من الثقة،
وإذا لم تشعر بعدم الثقة الكافية فتظاهر بأنّك واثق من نفسك، والآخرون لن يعرفوا ذلك، ولكن لا تبالغ في التظاهر.


اهتم بمظهرك
كم شخصاً يتعامل معك يوميّاً؟
مهلا.. مهلا.. أعرف أنّ العدد كبير، لذلك سوف أحدد سؤالي أكثر وأقول


كم منهم يتاح له الإقتراب منك لدرجة تكون فكرة عن أفكارك ومبادئك؟
أظنك تقول: إنّهم قلة قليلة.


نعم فأغلب الناس الذين نتعامل معهم لا يمتلكون فرصة للحكم علينا إلا من مظهرنا، ومن هنا تأتي أهمية الإهتمام بالمظهر.


وهناك أوليات في هذا السياق، منها
أن تكون ملابسك نظيفة وحبذا لو تم كيها بانتظام، وأن ألوانها متناسقة غير منفرة فضلاً عن بعدها عن التقاليد والموضة غير المتوافقة مع سنك أو تربيتك.
ولا تنس أن تلمع حذاءك باستمرار فكونه متسخاً سيقلل كثيراً من رصيدك لدى الآخرين.


اختيار موضع الكلام
يجب أن تختار موضوعاً تحب الحديث فيه ويحبه مستمعك، فكما يقول كارنيجي
إنّنا عندما نصطاد السمك نضع له الدود كطعم؛ لأنّه يحبه بينما لو وضعنا له أفخر أنواع المأكولات لانصرف عنها.


وبعد أن تختار الموضوع عليك أن تستعد للحديث عنه بجمع أكبر قدر من المعلومات ثمّ ترتيبها في 
رأسك أو على ورقة إن كان الموضوع متشعباً، وسوف تلقيه على مسامع أشخاص يهمك أمرهم.


ابتسم
إنّ الإبتسام هو الطريق السريع إلى قلب الشخص الآخر وقد حثنا عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله:
"تبسّمك في وجه أخيك صدقة".


وقد قال الصينيون: "مَنْ لا يعرف الإبتسام لا ينبغي أن يفتح متجراً".


حرك جسمك
إنّ إيماءاتك وتعبيرات جسدك هي أسلحة قوية جدّاً لإعطاء مصداقية لكلامك، فكما تعرف فإن تأثيرك على من حولك يكون 55% منه بصرياً،
أي أنّه يأتي مما يراه الشخص الآخر من حركاتك، فلا تخجل من إستخدام يديك بشكل يتناسب مع ما تقول، وكذلك حركة رأسك، 
أو الميل بجسدك نحو المستمعين، ولا تلتفت لمن يسخر من حركتنا الجسدية المتكررة 
وخصوصاً بالأيدي كعرب أثناء الكلام ..!
فالغرب الآن أنشأ مدارس خاصة لتعليم لغة الجسد..!


انظر في عينيه
للعين أهمية كبرى في عملية الإتِّصال فقد قال عنها الشاعر العربي
العين تبدي الذي في قلب صاحبها **** من الشناءة أو حب إذا كان
إنّ البغيض له عين يصدقها **** لا يستطيع لما في القلب كتمان
فالعين تنطق والأفواه صامتة **** حتى ترى من صميم القلب تبيان


يقول رالف إيمرسون
"العين يمكن أن تهدد كما تهدد بندقية معبأة ومصوبة، أو يمكن أن تهين كالركل والرفس. 
أمّا إذا كانت نظرتها حانية ولطيفة فإنّه يمكنها بشعاع رقتها وعطفها أن تجعل القلب يرقص بكل بهجة".
فلغة العيون لها قوانينها الخاصة، فهي تستطيع أن تنقل مئات الرسائل التي يعجز اللسان عن النطق بها.


وللإستفادة منها عليك بالنظر تجاه الشخص الذي تتحدث إليه لمدة عشرين ثانية في بداية كلامك،
وإذا كنت تحادث مجموعة فيجب أن تنقل بصرك بينهم في شيء من العدل، 
تركز نظراتك على من تنظر إليه مدة تتراوح من خمس إلى عشر ثوانٍ قبل أن تنقل بصرك عنه،
ولا تركز بصرك على شخص واحد فقط، أو تحدق في اللاشيء، فهذا يعطي إنطباعاً بفقدان الثقة بالنفس.


صافح بحرارة
من الخصال الحميدة التي نقلت لنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنّه كان لا ينزع يده من يد مصافحه حتى ينزعه الأخير،
ونقل لنا أيضاً أن كفه كانت لينة، وهذا يعني أنّه كان رفيقاً ليناً حتى في المصافحة، وليس كما يفهم البعض الآن ( خطأ )
أنّ المصافحة بحرارة تعني اعتصار يد من يصافحك، إنّ هذا الفعل إنما ينبئ أنك شخص ضعيف تحاول التظاهر بالقوة..!
فأنفث الحرارة في مصافحتك للآخرين، دون أن تكسر عظامهم.


أنتم إلى جهة ما
إنّ أغلب الناس اليوم – للأسف الشديد – فقدوا القدرة على التمييز بين الكلام الصالح والطالح وأنصب تركيزهم على ماهية الشخص نفسه، 
فإذا وثقوا بالشخص استمعوا له وأنصتوا، وإذا لم يقدروه انصرفوا عن كلامه ولو كان يلقي درراً.


فلو كنت تمتلك ناصية الكلام وتجد عندك ما يستحق أن تسمعه للآخرين،
فدعمه بمكانة إجتماعية مرموقة أو على الأقل محترمة ليبدأ الناس في سماعك بعقل قابل للأخذ منك
ومن أشكال هذه المكانة:
الحصول على لقب علمي (صاحب دكتوراه.. طبيب.. محامٍ..).
أو العمل في مؤسسة تعليمية أو إدارية يشير إليها بالبنان.
أو البزوغ في مهنة لها شأنها (كاتب.. صحفي.. مذيع.. مؤرخ).
أو الإنتماء إلى حزب سياسي أو حتى جمعية خيرية.


اختر الزمان والمكان المناسبين
تكلم عندما يكون مستمعوك جاهزين لسماعك، وليس عندما تشعر أنّك تريد أن تكلمهم،
اختر مكاناً مناسباً يساعد على تعزيز المعنى الذي تريد توصيله،
فليس من اللائق أن تذهب لشخص في مكان عمله لتحدثه في أمور شخصية.


حدد الأشخاص الذين تود أن تفتح معهم جسر الكلام
فكِّر في الناس الذين تود أن تمد جسور العلاقات معهم، لتستفيد من كلامهم، أو تفيدهم بكلامك، 
وحاول كتابة قائمة بتلك الأسماء على أن تراعي فيها التنوع في اختيار هؤلاء الأشخاص من حيث مكان تواجدهم، 
ونوعية أعمالهم والأفضل أن تضم تلك القائمة
(بعض الجيران، زملاءك أو رؤساء في العمل، دعاة أو علماء دين، أصحاب خبرات سياسية أو صحيفة،
رجال أعمال، أصحاب الخبرة من كبار السن، شباباً واعداً طموحاً..).


لا تنتظر التصفيق
يقول وليم جيمس عالم النفس الأشهر
"إذا انتظرت تقدير الآخرين لواجهت إحباطاً كبيراً"
لذلك عليك أن تتقن أصول الحديث وفنونه تمارسها بشكل دوري حتى تصبح جزءاً من شخصيتك، دون أن تنتظر نتائج فورية لكل ما تقول، 
فالناس بطبعها الحالي باتوا يتمتعون بشيء – أو بالكثير – من البخل عند تعاملهم مع المبتدئين في أي مجال،
فاعرض كلامك ولا تنتظر التصفيق من المستمعين،


وتذكر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أفصح منك لساناً وأقرب منك بياناً،
ومع ذلك قوبل كثيراً باللوم والإنتقاد والسخرية، 
فلا تبتئس إذا أخذت بالأسباب التي تفتح لك بوابة الحياة ثمّ تأخرت النتائج قليلاً
وكن على يقين أنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.