الأربعاء، 1 أبريل 2015

لاتكن كما يظنون ولاتخفي من تكون

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾ 
إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا تجسسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا
 ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله عز وجل .
الكل منا يعيش في هوى نفسة ومُبتغى ذاته والغالب فينا يفكر عكس ما نُكنه في أنفسنا
 من مفاهيم يُفهم المراد بها النقيض وعلى العجلة في ذلك يقع الظن السيء لما كان في ظنهم
 لذا فإنه لا يفترض بالإنسان أن يشغل نفسه بأفعال الناس وأقوالهم وتصرفاتهم
 ومن المفترض أن يشغل نفسه بنفسه ويرتفع بها عن مواقع الزلل إلى مراقي
 الرفعة بعيداً عن سوء الظن بالناس أو الفرح بمصائبهم والنيل منهم والسير بذلك بين الخلق. 

فمن واقع الظن السيء في حياتنا الإجتماعية :-
 انتقل رجل مع زوجته الى منزل جديد وفي صبيحة
 اليوم الأول وبينما كانا يتناولان وجبة الافطار قالت الزوجة :-
 مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما
 انظر يا عزيزي إن غسيل جارتنا ليس نظيفا كما ينبغي لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا
 ثم دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل .

وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها
 فقالت لزوجها :-
 انظر أخيرا تعلمت جارتنا كيف تغسل , فأجاب الزوج :-
 عزيزتي ، لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها ،
 أحسن الظن بالناس , وأصلح عيوبك قبل أن تنظر لعيوب الاخرين ،
 الانسان يرى القشة فى عين أخيه ولا يرى الخشبة فى عينه !!

لا تكن بين الناس قديسا و في خلواتك ابليسا‏ ولاتخفِ ماتبطنه ذاتك في واقع حياتك
 فالطبيعي مرغوب والُمتصنع غير مرغوب لأنك في الواقع متمثل أمام العالم بوجهِ
 ملائكي يتبطنه عكس ذلك ولا تجعل من حولك يظن فيك الظن السيء
 وكن على سجيتك وطبيعتك الحقيقية بعيداً عن التلبس والالتباس في 
نظر الغير حتى لايظن فيك ظن السوء .
سماح المحمد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق